لطالما كان لبنان الوجهة المفضّلة للمسافرين الذين يبحثون عن عيش تجارب مميزة ومغامرات مختلفة. فغالبًا ما يسلّط الضوء على مدننا الصاخبة والمليئة بالحياة الحضرية، ولكن في المقابل لدينا أيضًا كنز ينتظر من يستكشفه وهو المناطق الريفية. وقد ساهم هذا الاهتمام المتزايد باستكشاف مناطق هادئة، وبزيادة الطلب على السياحة الريفية التي تتضمّن الاحتفال بسحر وجاذبية المناظر الطبيعية الريفية، وتقاليد مجتمعاتها المحلية، وطيبة أهلها
مفهوم بيوت الضيافة: تُعد في صلب التجربة الريفية اللبنانية، وتقع ضمن الأهداف الأساسية للسياحة الريفية. ففي الأصل، هي بيوت خاصة لأصحابها. أمّا الآن، أصبحت منظومة متكاملة لها مفهومها الخاص وتحقق الازدهار والنمو الاقتصادي من خلال تعاون مختلف الأطراف والعناصر لتنظيم تجربة لا تُنتسى للسائح. هذه الإقامة تشمل العائلة المضيفة والسائح، والمنطقة، والطعام، والثقافة الغنية التي تضيف السحر للإقامة
مفهوم العائلة المضيفة: إنهم أكثر من مجرّد جهّة توفّر لك خدمة.. هم أساس نجاح تجربة بيت الضيافة وموائد الضيافة. يتجاوز دورهم توفير إقامة لائقة أو أطباق شهيّة، فهم سفراء لثقافة وتراث لبنان وأمناء على إظهار الحكمة المحلية. من ناحية أخرى، معاملتهم وطيبة قلبهم وقصصهم الجميلة هي التي تولّد هذه العلاقة الشخصية مع السائحين، ليتحولوا من مجرّد ضيوف إلى أصدقاء عزيزين
الضيوف: يصبح الضيف جزءًا لا يتجزّأ من منظومة بيوت الضيافة، من خلال مشاركته وانفتاحه على الفكرة. إنّ استعداده لعيش خبرة العادات التقليدية، والمشاركة في المحادثات، واختبار الحياة الريفية بكل تفاصيلها، يساعده على تطوير علاقته مع العائلة المضيفة
المنطقة: تجسّد بيوت الضيافة روح المنطقة التي تقع ضمنها، سواء كانت في سهل البقاع أو في قُرى جبل لبنان. فلكل منطقة سحرها الخاص. إنّ المناظر الطبيعية ورائحة الأزهار وإيقاع الحياة الريفية هي ما تميّز رحلة الضيوف
الطعام: يُعد الطعام أكثر من مجرد طبق لذيذ وغني بالنكهات يقدّم للضيف. إنه طبق مليء بالقصص التاريخية. تروي كل "لقمة" فيه قصّة تراثية وتقاليد عن المطبخ اللبناني، من خلال منتجات ووصفات عريقة خاصة بالمنطقة. فأطباق المطبخ اللبناني المحضّرة بكثير من الحب هي بوابة لتراث الوطن والمكوّن الأساسي لنجاح تجربة السفر
الثقافة: يحب الضيوف التعرّف على الثقافة اللبنانية، سواء كان ذلك من خلال الموسيقى التقليدية التي تُسمع في أرجاء البيت، أو الحرف اليدوية التي تزيّن الجدران، أو الطقوس الخاصة والتقاليد. فكل هذه الخبرات تعكس الثقافة اللبنانية النابضة بالحياة، والتي تدخل إلى قلب الضيف لتصبح جزءًا من رحلاته
بيوت الضيافة في لبنان: هي دليل شامل، وتعمل كحلقة وصل بين العائلات المضيفة والضيوف في مختلف المناطق، حيث تقدّم الطعام وتعرّف الضيف على الثقافة اللبنانية ضمن منظومة متكاملة. تتيح بيوت الضيافة في لبنان للمسافرين فرص لاستكشاف والتواصل مع مختلف بيوت الضيافة ومقدّمي خدمة موائد الضيوف، وللاستمتاع بالمناظر الطبيعية الريفية اللبنانية. كما توفّر منصة للحجز واختيار مختلف الخدمات، ممّا يعزّز رؤية مقدّمي الخدمات ويروّج لخدماتهم لجمهور أكبر
تلعب بيوت الضيافة في لبنان دورًا أساسيًا آخر وهو خلق تجارب مميّزة. فتقوم من خلال دليلها التفصيلي على تنظيم وعرض مجموعة متنوعة من بيوت الضيافة وموائد الضيافة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على سحرها وجمالها وأهميّتها الثقافية من من خلال أطباقها اللبنانية الأصيلة. وأخيرًا، تعتبر بيوت الضيافة في لبنان وصيةً على نشر الثقافة اللبنانية حيث تعمل على تأكيد أهميّة اختبار تناول الطعام اللبناني الأصيل والمونة الريفية بهدف المحافظة على التراث اللبناني والاحتفال به
إنّ تجربة بيت الضيافة وموائد الضيافة تتجاوز تقديم خبرة الضيافة التقليدية اللبنانية لتصبح منظومة متكاملة مرتبطة بالإنسانية والثقافة والمطبخ والطبيعية، وتولّد إحساسًا لدى كلّ الضيوف والزوار بالإنتماء إلى وطن غني بالتاريخ