Guesthouse Lebanon

مائدة الضيافة- مائدة المضيف ومائدة الضيافة المجتمعيّة: المطبخ العائلي الأصيل الذي يغذي الروح

نعيش في عالمٍ سريع التحوّل، يتمحور حول التمدّن والثقافة الصاخبة. وتقدّم بيوت الضيافة في لبنان الراحة التي يحتاج إليها كل فرد منّا للهرب من ضغوطات الحياة. تحت هذا المشروع، قدّمت شركة "لو باسبور كولينير" مفهوم موائد الضيافة في لبنان، ليكون صلة وصل بين الضيوف والمضيفين، ويسمح للضيوف بالتواصل والتعرف على ثقافة جديدة وأرض وشعب


ولكن أولًا، ما مفهوم مائدة الضيافة، ومائدة المضيف، ومائدة الضيافة المجتمعيّة؟

هذه قصص نجاح ثلاث مضيفات مميّزات يغمرونك بحنانهن وعاطفتهن الأصيلة، لتصبح منازلهنّ رُكن أساسي من الثقافة اللبنانية

تتوفّر مائدة الضيافة في مختلف المناطق اللبنانية، حيث تقدّم لك الأطباق اللبنانية التقليدية والأصيلة التي تعكس ثقافة المنطقة الموجودة فيها. ففي مبادرة مائدة المضيف، تُعِدّ العائلة المضيفة في مطبخهم الخاص مختلف الأطباق المحلية والتي تشتهر فيها منطقتهم. يمكن وضع المائدة داخل البيت في فصل الشتاء، وخارجه في فصل الصيف. كما باستطاعة العائلة ضمّ عدّة مجموعات على مائدة واحدة، طالما يحافظون على الأجواء العائلية والتواضع الذي تشتهر به القرى اللبنانية. هذا بالإضافة إلى استخدام كل مكونات الأطباق من مصادر محلية، وتقديم الفاكهة والخضروات التي تشتهر بها المنطقة


تقدّم مائدة الضيافة لك قائمة محدودة من الأطباق التي يُعدّها كل بيت قروي لبناني


من ناحية أخرى، تعكس مائدة الضيافة المجتمعية أهميّة مفهوم مائدة الضيافة التي تقدّم تجربة طهي محلية، وعادةً ما يكون الطهاة من المجتمع المحلي، يقومون بإعداد قائمة طعام من الأطباق التقليدية باستخدام مكونات من مصادر محليّة. تمّ إنشاء هذه المفاهيم لتعزيز تجارب تناول الطعام كمجموعة واحدة، وبناء علاقات بين مختلف الأفراد الذين يريدون التعرّف أكثر على الحياة الريفية الأصيلة، والسماح لهم بالتفاعل مع التعاونيات والجمعيات النسائية المسؤولة عن تحضير الوجبات. إنها بمثابة نقطة التقاء بين الضيوف الذين يريدون عيش خبرة الثقافة والتقاليد المحليّة، وتناول الطعام من خيرات الأرض ومن أيدي الطهاة اللبنانيين

تعود قصّة نجاحنا الأولى إلى محافظة عكار، على بُعد كيلومترات من صخب المدينة


تعرّف على هناء، التي ترسم البسمة على وجهها دائمًا. سمّيت تيمنًا بجدّتها المقيمة في عندقت ذات المجتمع المحافظ والمتواضع والمتعلّق بالتقاليد. تقدّم هناء خدمة مائدة المضيف تحت اسم "صاج الهنا"، حيث يُعد هذا المكان ملاذًا للكثيرين الذين يبحثون عن وجهة للتعرف على مجتمعات جديدة من خلال طعامهم وأطباقهم التقليدية. عندما تحدّثنا مع هناء عبر الهاتف، أصرّت علينا أن نقوم بزيارتها شخصيًا وتناول الطعام معها


تبدأ بإعداد وجبات الطعام مع زوجها وبكثيرٍ من الحب، ويعكسان من خلال الأطباق ذات المنتجات المحلية، مدى إهتمامهما براحة الضيوف. إنّ حبهما لاستضافة الآخرين، دفعهما إلى بناء مساحة جديدة يمكنها استقبال حتى 100 ضيف، لتقديم الأطباق الخاصة بقرية "عندقت". بالنسبة إلى هناء، هناك متعة في هذا العمل تتجاوز الناحية المادية، بل تظهر مدى أهميّة التواصل والتقرب من بعضنا البعض

بالإنتقال إلى منطقة أخرى، تشارك إليسا زيدان صاحبة فكرة مائدة الضيافة المجتمعيّة والمعروفة تحت إسم "ليتل ريد"، السر وراء نجاح فكرة مائدتها. هذه الفكرة التي ظهرت لأول مرّة في العام 2018، أرادت إليسا من خلالها تثقيف الأجيال القادمة حول التراث اللبناني وخلق رابط مع الزوار الذين يبحثون عن عيش تجربة ريفية أصيلة. يقع "ليتل ريد" في منطقة القصيبة قضاء المتن، الذي يساعد كل ضيوفه على التواصل مع الثقافة اللبنانية من خلال خبرات الطهي لسيدات القرية اللواتي يحضّرن وجبات طعام لما يصل إلى 400 شخص. تعمل هذه المبادرة على تعزيز السياحة الريفية والبيئية والزراعية، وتعتبر صلة وصل بين كل الأفراد وأرض لبنان وثقافته وتقاليده


يعود نجاح مائدة الضيافة المجتمعية "ليتل ريد" إلى فريق عمله الشغوف الذي يحرص على تقديم الأصالة والطعام الصحي في أطباقه، فضلًا عن الدعم الذي يتلقاه من كل ضيوفه



إذا كنت تحتاج إلى مزيدٍ من التحفيز لزيارة مائدة ضيافة، تقول السيدة زيدان: "كلما شعرت بالحاجة إلى إعادة تعزيز انتمائك للوطن، قم بزيارة منزل جدّك في القرية، واقض بعض الوقت فيه واستذكر أجمل الأوقات من طفولتك عندما كنت تلعب إلى جانب المزرعة وتزور الحيوانات، وتتنزّه في الغابات وأحراش الصنوبر، وتشتري منتجات البلدية والمونة التي حضّرتها سيدات القرية بكثيرٍ من الحب"


زُر موقعنا الإلكتروني www.tastinglebanon.com واحجز مكان لك ولعائلتك لتتعرّف أكثر على هاتين السيدتين، وتعيش كل هذه الخبرات من خلال مائدة الضيوف


Right-to-Left Text Example

هذا المقال هو جزء من برنامج مشترك بين مشروع تسهيل التبادل التجاري والإستثمار (TIF)، الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وشركة لو باسبور كولينير ش.م.م. بهدف دعم بيوت وموائد الضيافة في لبنان وزيادة قدراتها التنافسية. إن شركة "لو باسبور كولينير" ش.م.م. هي المسؤولة الوحيدة عن محتويات هذا المقال والذي لا يعكس بالضرورة وجهات نظر الوكالة أو حكومة الولايات المتّحدة الأميركيّة.

Arabic