Guesthouse Lebanon

أهم قصص النجاح لبيوت الضيافة في لبنان: الضيافة والكرم أولوياتنا

ارتفعت في السنوات الأخيرة شعبية السياحة الريفية التي يهدف الزوار من خلالها إلى عيش تجارب شخصية أكثر من التجارب التجارية. فالعديد من الناس فتحت أبواب بيوتها للضيوف، مما ساعد على تعزيز مفهوم بيوت الضيافة وموائد الضيافة وإحداث ثورة في السياحة الريفية والعودة إلى أساسيات الحياة والتعلّق بالأرض والتواصل بين الناس


هذه قصص نجاح ثلاث مضيفات مميّزات يغمرونك بحنانهن وعاطفتهن الأصيلة، لتصبح منازلهنّ رُكن أساسي من الثقافة اللبنانية

بدأت رحلة السيّدة نهى أبي راشد عن طريق الصدفة. ففكرة تحويل بيتها العائلي إلى بيت ضيافة ظهرت لأوّل مرّة عندما أرادت مجموعة من طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت استئجار بيت في عين زبدة في منطقة البقاع الغربي. اقترحت صديقة نهى أن تستضيفهم عندها لبضع ليالٍ.. وهنا كانت البداية. على الرغم من صعوبة تقبّل فكرة مشاركة بيتها مع الآخرين والتحديات التي ترافقها، إلّا أنّ نهى تتطلّع الآن لاستقبال الزوّار من جميع أنحاء العالم. ما بدأ كبادرة حسن تحوّل إلى إحدى بيوت الضيافة المهمّة الموضوعة على خريطة السياحة الريفية


يعكس بيت ضيافة نهى المعنى الحقيقي للأصالة. فهو يضمّ أرضيات اسمنتية، وأقسام جديدة وأجزاء مرمّمة حديثًا، ليستقبل جميع السياح من حول العالم بخاصة محبي رياضة المشي على درب الجبل اللبناني الذين يريدون خوض تجربة قروية متكاملة بكل ما للكلمة من معنى. تحضّر نهى في بيتها الذي يندرج تحت فئة بيت العائلة بحسب معايير المرسوم المقترح من قبل "بيوت الضيافة في لبنان"، الفطور والغذاء والعشاء، وتوضّب القليل من "مونتها" السنوية لإعطائها إلى ضيوفها ليغادروا ويتذكّروا هذه التجربة المميزة


استقبلت نهى على مرّ السنين، مجموعات أجنبية آتية من كندا وأستراليا وأمريكا والأردن، وتشعر بالفخر بما طبعته في قلب كل زائر. فداخل جدران بيتها، تتعامل نهى مع ضيوفها كأصدقاء لها نظرًا لما تقدّمه لهم من عاطفة وحب


في منطقة أخرى من لبنان، نجد "لا ميزون دو بونور" التابع لـ إيما تابت، والذي يقدّم تجربة مختلفة نوعًا ما. عند عودتها إلى بيت عائلتها في منطقة دير القمر بعد قضاء سنوات عدّة في الغربة، واجهت إيما مهمّة شاقة: ترميم البيت ولكن بميزانية قليلة، حيث اعتمدت على راتبها كمعلّمة. شيئًا فشيئًا وبمثابرة كبيرة، أنهت الترميم الذي أصبح ملاذًا للمسافرين وللباحثين عن عيش خبرة أصيلة


تعتبر إيما أنّ استضافة الضيوف في منزلها هو عمل نابع من حب. بدأ مشروع بيت الضيافة بغرفتي نوم وغرفة معيشة، وتوسّع تدريجيًا ليشمل كوخ صغير منفصل ومحاط بحديقة خاصة مزروعة بأجمل أنواع الزهور. في "لا ميزون دو بونور"، يمكنك إعداد القهوة اللبنانية والشاي وتناول الفواكه من خير البيت، والمونة البلدية مثل زيت الزيتون والمربى والعسل.. كل هذا يجسّد كرم الضيافة اللامحدود لدى إيما


ما يميز بيت ضيافة إيما عن غيره هو إضافتها للمستها الشخصية. على عكس الكثيرين، فهي لا تدير بيت ضيافة فحسب، بل تجسد روح المضيف الحقيقي، حيث تستقبل وتحتضن كل زائر باعتباره جزءًا من عائلتها. ما يدفعها للاستمرار بشغفها وحبها للناس هي كلمات

ضيوفها وتعابير امتنانهم وفرحهم التي دوّنوها في الكتاب الذهبي لبيت الضيافة قبل مغادرتهم

بيت الضيافة الثالث يتميّز بهندسته وجماله. قصّته تعود إلى أربعة عقود من التاريخ والتراث. ما بدأ في عام 1986 كبيت لبناني عمره 200 عام، تطوّر ليصبح بيت ضيافة تحت اسم "إنديرا"، والذي تفوح منه رائحة الجمال والثقافة والتاريخ


بعد الإنتهاء من العديد من الترميمات وتحقيق عدّة إنجازات، أصبح "إنديرا" عنوانًا للحب من جيل إلى جيل. يحمل في داخله إرثًا فنيًا رائعًا، ويمزج ثقافات متعددة من مختلف الحضارات والقارات. أُنجِز هذا التحول في البيت بقيادة المصممة اللبنانية كارلا باز صاحبة الرؤية المميزة، بالتعاون مع محترفين مرموقين من "بيت تارازي"، ومصممة الديكور الداخلي كارول تارازي نسناس. بفضل عملهم الديناميكي، يمزج بوتيك الضيافة "انديرا" الماضي مع الحاضر ويظهر رقي المنزل


مرشدة هذا المسار السيدة إيزابيل إده، وهي شخصية بارزة في الدبلوماسية والفن والتواصل، أضفت على إنديرا لمستها السحريّة. كما تتكامل خبرتها المهنية مع خبرة داني باز، والدة كارلا والمضيفة على أرض الواقع، حيث تترك تفاعلاتها الشخصية مع الضيوف لمسة خاصة

هذا النجاح هو بفضل فريق متحمس يكرّس وقته لإضفاء أجواء مريحة ومميزة وراقية للضيف. تضمن لمسة إيزابيل إده الخاصة، إقامة لا تُنتسى، حيث تقدّم لك مجموعة من النشاطات، مثل المشي في الطبيعة، والسباحة في مسبحها الشهير، والمنتجع الصحي


ثلاثة بيوت ضيافة مميّزة من ثلاث فئات مختلفة، يعكس أصحابها المعنى الحقيقي للضيافة. تجسّد كل من نهى وإيما وفريق إنديرا المعنى الحقيقي للثقافة اللبنانية، حيث يحتضنون الزوار ويساعدوهم على عيش خبرة ريفية لا تُنتسى بعيدًا عن الماديات


تعتبر بيوتهنّ صلة وصل بين التراث اللبناني والعالم، ووجهة تطبع أجمل اللحظات في ذاكرة الزائرين


نشكر نهى وإيما وكارلا وفريق عمل إنديرا على دعوتنا لنعيش هذه اللحظات السعيدة في بيوتهن لنعود ونتشاركها مع كل العالم


Right-to-Left Text Example

هذا المقال هو جزء من برنامج مشترك بين مشروع تسهيل التبادل التجاري والإستثمار (TIF)، الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وشركة لو باسبور كولينير ش.م.م. بهدف دعم بيوت وموائد الضيافة في لبنان وزيادة قدراتها التنافسية. إن شركة "لو باسبور كولينير" ش.م.م. هي المسؤولة الوحيدة عن محتويات هذا المقال والذي لا يعكس بالضرورة وجهات نظر الوكالة أو حكومة الولايات المتّحدة الأميركيّة.

Arabic