Guesthouse Lebanon

بيوت وموائد الضيافة والتنمية المستدامة في السياحة الريفية.. ما أهميّتها؟

عندما نتحدّث عن السفّر والسياحة، نجد أن هناك ثورة هادئة تنمّي السياحة المستدامة والمسؤولة. يقّدم كل من باسكال عبدالله، رئيس اتحاد مؤسسات السياحة المستدامة والبيئية في لبنان وخبير في السياحة المستدامة، وعمر صقر، المدير التنفيذي لجمعيّة درب الجبل اللبناني والمحاضر وممارس الضيافة الريفية، مجموعة من المعلومات التي تأكّد مدى تأثير بيوت الضيافة و موائد الضيافة على التنمية المستدامة في قطاع السياحة الريفية


شهد لبنان نموًا متسارعًا في السياحة الريفية الأصيلة بعد مرحلة الكوفيد-19. فالوعي المتزايد لدى الأجيال الشابة في مواضيع الحفاظ على البيئة والتراث، يشير إلى مستقبل واعد للسياحة المستدامة والمسؤولة

ما هي السياحة المستدامة والمسؤولة؟


بالنسبة إلى عبدالله، إنّ السياحة المستدامة والمسؤولة ضرورية ويجب تحقيقها ودمجها مع أسس السياحة تحت مظلّة التنمية المستدامة لخدمة الأهداف الثلاثة: الطبيعة، والحفاظ على البيئة، والثقافة والمجتمع، والاقتصاد. وتكمن نقطة التركيز في التوفيق بين ركائز السياحة مع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، على الرغم من صعوبة تحقيق الاستدامة بشكل مطلق، ولكن علينا العمل بلا كلل للوصول إلى هذا الهدف

كيف يمكن الفصل بين السياحة المسؤولة والسياحة المستدامة؟

علينا الفصل بين السياحة المسؤولة والسياحة المستدامة. فالأولى، أي المسؤولة، تتوجّه أكثر إلى المستهلك أو الضيف، مع التركيز على دور السائح. أمّا الثانية، أي المستدامة، فهي من مسؤولية مقدّمي الخدمات، أي العائلات المضيفة في بيوت الضيافة وموائد الضيافة.

وينبغي على مقدمي الخدمات، الترويج للسياحة المستدامة من خلال أعمالهم ونشطاتهم الصديقة للبيئة، ورفع مستوى الوعي لدى ضيوفهم وتوجيههم للتجارب المرتبطة أكثر بالأصالة والثقافة، لا سيما في المجتمعات الريفية


من ناحية أخرى، على الضيوف ممارسة السياحة المسؤولة من خلال التفاعل مع المجتمعات التي يزورونها، وشراء المنتجات المحلية والحرف اليدوية، ودعم الشركات المحلية الصغيرة، واختيار بيوت الضيافة وموائد الضيافة بدلًا من الفنادق، لعيش التجربة الأصيلة. ومع ارتفاع أعداد الزوار، يصبح التوازن الدقيق بين المبادئ التوجيهية المسؤولة والسياحة الجماعية أمرًا مهمًا للمحافظة على التراث والثقافة


إنّ بيوت الضيافة وموائد الضيافة أكثر من مجرّد مكان لتمضية الوقت والنوم وتناول الطعام، بل أصبحت مواقع لدعم وتمكين الاقتصاد على الصعيدين المحلي والوطني، وتشجيع الزائرين على التعرف أكثر على العادات والتقاليد المحلية. تعمل بيوت الضيافة و موائد الضيافة، على عكس الفنادق والمطاعم، على تحقيق التشابك بين الضيوف والمجتمع المحلي، حيث تشارك العائلات المضيفة القصص التاريخية والتراثية والتي تعمّق الروابط بين بينهم وبين الضيوف


أكثر ما يميّز بيوت الضيافة وموائد الضيافة في لبنان، هو قدرتهما على تعزيز واستحداث فرص عمل داخل المجتمع. وهذا أثّر على القطاع إيجابيًا بشكل كبير. على عكس الفنادق أو أي مؤسسة مضيفة، إنّ بيوت الضيافة وموائد الضيافة تُدار من قبل السكان المحليين أو عائلات متجذّرة في مناطقها. لذلك، إنّ فرص العمل تعود بالنفع المباشر على السكان المحليين. من ناحية أُخرى يساعد جيران بيوت الضيافة بمختلف المجالات، أهمّها الزراعة، والصيانة وإعداد الطعام، وتوجيه الضيوف نحو المؤسسات الصغيرة المحلية ومناطق الجذب السياحي


تؤكّد السياحة الريفية في لبنان في جوهرها، على أهميّة وقوّة الاندماج بين الأصالة والاستدامة. إنها تعطي الضيوف الشعور بالراحة بعيدًا عن المدن، ليكتشفوا ذاتهم ويعودوا إلى جذورهم ويعيشوا الحياة الريفية، ومن ناحية أخرى ليدعموا المجتمعات المحلية من خلال السياحة المليئة بالمغامرات والنشاطات الزراعية


في النهاية، تدعم رؤية كل من باسكال عبد الله وعمر صقر اتباع نهج شمولي من خلال توحيد عمل الجهات الرسمية مع الحكومات والبلديات والخبراء ومقدمي الخدمات والسياح، بهدف تحقيق السياحة المسؤولة والمستدامة، وليلعب كل أصحاب المصلحة دورًا محوريًا في استحداث بيئة أكثر إشراقًا واستدامةً، لبناء مستقبل أفضل للسفر


Right-to-Left Text Example

هذا المقال هو جزء من برنامج مشترك بين مشروع تسهيل التبادل التجاري والإستثمار (TIF)، الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وشركة لو باسبور كولينير ش.م.م. بهدف دعم بيوت وموائد الضيافة في لبنان وزيادة قدراتها التنافسية. إن شركة "لو باسبور كولينير" ش.م.م. هي المسؤولة الوحيدة عن محتويات هذا المقال والذي لا يعكس بالضرورة وجهات نظر الوكالة أو حكومة الولايات المتّحدة الأميركيّة.

Arabic